بعد النجاح الباهر الذي حققه الفيلمان "مكتوب" و"علي زاوا"، يعود المخرج المغربي نبيل عيوش للساحة بفيلم جديد. "أيما تريده لولا"، الذي يحكي قصة حياة فتاة أمريكية في القاهرة كسبيل لمناقشة "الصدام الثقافي" والتسامح، لقي ترحيبا دافئا من الجمهور في الداخل والخارج على السواء.
بدأ العرض الدولي للفيلم الذي طال انتظاره "أيما تريده لولا" للمخرج المغربي نبيل عيوش، في أواخر أبريل بحيث استقطب تنويها من النقاد وزيادة سريعة في مبيعات التذاكر لما تضمنه من رسالة تعد بتوافق محتمل بين الشرق والغرب. لقد اقتنع عيوش أن رؤية المجتمعات الغربية للشرق دافع قوي لتمجيد فضائل التسامح واحترام الآخر ومشاعر النزعة الإنسانية والرؤية الكونية للأمور.
بعد النجاح الباهر الذي لاقاه فيلمه "علي زاوا" وبعد أكثر من عشر سنوات منذ فيلمه "مكتوب"، اختار المخرج الذي طالما تم الاحتفاء به العودة للشاشة الكبرى بفيلم يركز على التعايش الثقافي. فيلم "أيما تريده لولا" يحكي قصة امرأة شغوفة بالرقص الشرقي تكتشف أهمية تعلم نمط حياة الآخرين واحترام الاختلاف في الهويات.
لولا شابة أمريكية تبلغ 25 عاما تقطن في نيويورك. صديقها الحميم رجل مصري من الشواذ الجنسيين يدعى يوسف، هاجر لنفس المدينة حتى يعيش الحياة التي يرغب فيها. وفي أحد المطاعم التي يعمل فيها يوسف تلتقي لولا رجل مصريا آخر يدعى زاك. تتكون علاقة بينهما لكن زاك يهجرها ويعود إلى القاهرة بعد أن تبيّن له أن الفروق الثقافية حالت ففصلت بينهما.
لكن لولا التي شغفها زاك حُبا قررت من وحي اللحظة اللحاق به. وعند وصولها القاهرة، خاب أملها في موقف زاك وبرودة مشاعر الاستقبال التي لاقتها من عائلته. فقررت الشابة الأمريكية للتو العثور على أسهمان، تلك الراقصة المصرية الشهيرة. كان لقاؤهما الذي قلب حياتهما رأسا على عقب وفتت الأفكار المسبقة التي تحملانها، هو لحظة التوافق والحوار بين الثقافات الذي حدد معالم رسالة الفيلم كله.
قال نبيل عيوش عن أول عرض لفيلمه في الدار البيضاء يوم 22 مايو "لا أعتقد مطلقا في صدام الثقافات".
وأضاف "أرى أن هناك صداما للأفكار المسبقة وسوء التفاهم والفهم بين المجتمعات الشرقية والغربية. فهناك الكثير من نقاط الاختلاف تستوجب الحديث بكثرة عنها". وتلبية لهذا المبتغى يعتقد عيوش أن الناس بحاجة "إلى التركيز على الجانب الإنساني".
الفيلم استرعى تنويها من كل أرجاء العالم بحيث بيع في قاعات السينما الفرنسية منذ 16 أبريل نحو 30.000 تذكرة في أقل من أسبوع.
كما عُرض الفيلم أول مرة في الولايات المتحدة في مهرجان ترايبكا للسينما بمدينة نيويورك. قال عيوش إن من شاهد الفيلم في الولايات المتحدة قال إنه أثار فيهم رغبة حثيثة لزيارة العالم العربي والتعرف عليه أكثر.
الجمهور المغربي بدوره يشيد بنوعية الفيلم وفنية الإخراج المهني والتقني المتبع في إنتاجه. "أيما تريده لولا" يقدم خدمة جليلة للسينما المغربية بحسب الشاب خالد، 33 عاما في تصريح لمغاربية.
وأضاف "أهنىء نبيل عيوش على هذا الفيلم الذي يُجسّد موضوعا إنسانيا وسلميا".
وتشاطره صديقته زهور الرأي حيث قالت "فيلم جدير بالمشاهدة لأنه يقدم حلا سلميا وإنسانيا لمشكلة التعايش بين ثقافات الشرق والغرب".