علمت "المغربية" أن الفنانة المغربية، سكينة الصفدي، التي اعتبرت عنوانا لجيل جيلالة وأول امرأة تقتحم المجموعات الغنائية، حظيت بالرعاية الملكية لتنضاف إلى قائمة الفنانات والفنانين المغاربة، الذين شملهم جلالة الملك محمد السادس بالتفاتة مولوية.
تكريما ومساندة لهم، ما جعلها اليوم تعانق الأمل، بعد سنوات من العذاب مع المرض، ومرارة ظلم الزمن، أو كما تقول »لا سكن، لا دخل قارا، أشتغل بين الحين والآخر، وإن كانت بعض أعمالي لم تتجاوز الرفوف، لكن الحمد لله، فهناك قلوب طيبة تقف إلى جانبي.
وقالت سكينة، في اتصال بـ "المغربية"، إنها فخورة بهذه الالتفاتة المولوية، التي تظهر مرة أخرى أن جلالة الملك يرعى باستمرار الفنان المغربي، ويدعمه على العطاء، ولا يتوانى في احتضانه وشمله برعايته عند الحاجة. وأضافت أن العديد من الفنانين كان لهم الشرف نفسه، موضحة أن الالتفاتة المولوية مفخرة كبيرة لهؤلاء الذين ربما عانوا في صمت لسنوات طوال. مسار سكينة الصفدي، ربما كان قاسيا بعض الشيء، بغض النظر عن الأسباب التي يتداخل فيها الذاتي بالموضوعي، لكن الأكيد أن معاناتها كانت فوق الوصف، معاناة مع المرض وضيق ذات اليد، وهو الأمر الذي جعل العديد من الفعاليات المغربية تتضامن معها وتساندها في محنتها.
40سنة أو أكثر من عمرها الفني، لم تستفد منها سكينة أي شيء، سوى حب الجمهور وتعاطفه معها، ومساندة بعض رفاق الدرب، مثل عمر السيد وعلال وعبد الرحمن باكو
عرفها الجمهور المغربي منذ السبعينيات، عندما اقتحمت ساحة المجموعات الغنائية، إلى جانب مجموعة جيل جيلالة، فكانت بذلك أول امرأة تدخل سباق الزمن مع تجربة جديدة داخل المجتمع المغربي. اسم تردد لفترة لم تدم طويلا، ليختفي بعد ذلك ويشتغل في الظل، منذ 1977 إلى الآن، طريقها لم يكن سهلا، وحياتها الفنية مليئة بالصدمات، التي أثرت عليها وأصابتها في كثير من الأحيان بمتاعب صحية، ورغم ذلك، لم تتخل سكينة عن عشقها للغناء.
أولى محطات سكينة الصفدي الفنية، كانت مع المسرح، في الستينيات، من 1964 إلى غاية 1970، لتأتي بعدها فكرة المجموعة الغنائية، التي كان وراءها حبها للغناء، ثم رغبتها في التجديد، ومن ثمة ترسخت هذه الرغبة بشكل جدي بعد لقائها بكل من بوجميع وباطما، وكانت ساعتها تجري الترتيبات لإنشاء مجموعة ناس الغيوان. بيد أن مسار الغيوان سيمضي في اتجاه، فيما ارتبطت سكينة باتجاه آخر مثلته مجموعة جيل جيلالة. وكما كان بوجميع عنوانا للغيوان، كانت سكينة عنوانا لجيلالة، وإن كان ارتباطها بها لم يدم طويلا، إذ بدأت بوادر التفسخ تنخر جسد المجموعة، خلال سنة 1974، لتتعمق بعد ذلك، إلى أن أصبح الاستمرار مستحيلا، اتهامات متبادلة وظروف صعبة دفعت إلى الانسحاب من سكينة تنسحب من »عضوية« جيل جيلالة، لتنخرط بعد ذلك في تجارب فنية لم تحقق من خلالها الحلم، الذي كانت تصبو إليه